نقائض | علي المجيني

مدونة شخصية أنشر فيها ما أكتبهُ مقالًا وترجمةً، كما أستعرض فيها بعض المراجعات الذاتية والموضوعية.

شخبطات ثمالة

Untitled-3

(1)

في مسافة مصابةٍ بالحمّى كنّا نرصّع وجه الأغنيات التي تفصلنا عنهم بالتناسي، فكان المنهزمون بطولتنا، وكنا نحن مسخًا يتشكّل عن انهزامهم المستمر، لم نكن أعداء في الحرب، بل لم نكن طرفًا فيها، كانت امنياتنا خالصة أن ينتصروا بشكل أو بآخر ليحققوا بطولتنا، لكن انهزامهم في حدّ ذاته كان كفيلًا بتحقيق بطولتنا، فكانت بطولتنا حقيقيّة، وهكذا شرّحنا في مراسم التأبين الراقصة وردًا كثيرًا، واستنسخناه، وعلّقناه على جدرانٍ من أملٍ يائس يطاول السماء، فنجونا من بؤس محتوم بوردةٍ نبتت من مداس فدائي لا نذكر اسمه، ولا نعرف حتى كيف مات، ومتى ولماذا، لكنّ نعرف دون ذرّة شك أن موته، ولسبب غير واضح، كان بطولة كافيةً لنا!

(2)

فــــي ظــــلام لا نـــــراه، نرى كيف ماتوا!

(3)

فلتنسكب لغة خائرة القوى على صفحات من رماد ..سننتهي من هذه الضوضاء البسيطة، ونمرّ إلى زقاقٍ من غرامٍ لا يتنفّس، آهٍ كم يجرحني صوتك، قال، تهدّم النايُّ خجلًا، وقال أنا المجروح، لستُ جرحًا أنا المجروح، فلينضب معينٌ في غابة القلب، ضع حجارتك في أثره، وامضِ إلى ليلة لا تنتهي، رُبَّ حوار باكٍ يعيد ترتيب فكرةٍ خلدت إلى النوم قبل عامٍ ولم تفق، فلينبثق من هذه الهنيهة سؤالًا متشظٍّ، مدنٌ في الشظايا، ناسٌ في الشظايا، ورقص، فهل من صوتٍ في هذا الحوار، الشيطَ…إلهيّ!؟

(4)

خطواتٌ تدغدغ الأرضَ،

فلنقرع على إثرها .. طبلًا لنا.

(5)

في عبثيّة فنيّة .. سرنا،

مشيًا وهرولةً إلى سماءٍ تسّاقط عشقًا..

هرولةً ومشيا إلى برزخٍ من كمنجات..

نعيمٌ هذه النُخيلات..

تسلل الماء من رُطبٍ

وها أعيننا .. بلا دمع!

(6)

أحبّك، إلهًا يجرح الدّمع في عيني، أحبّك صخرةً على جبل، أو كلمات في كتاب، أحبّك عذبًا، عذابًا، وخشونةً فوق الجفون، أحبّك أغنيةً ونشازا، فاظهر وجهك الآن، كم أحبك، اظهر وجهك الآن، يا قاب المسافات الأبدية، اظهر، وجهك الآن، اسماؤك كلها لي، شطرًا وقِبلةً وقُبلة، اظهر الآن وجهًا تشتاق له خلايًا في خلاياي، يا اتساعًا يخنق فيّ الكلام ويعيده إلى تأتأة الطفولة. ها أنا مخمور .. بحبّ لك الآن، وها أنا ثمل بطيب ما صنعت يداك وأنكرتاه، ها أنا في سماءك.. أسألك، فأنظر إلي.. ثم اظهر وجهك الآن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram
Scroll to Top