
جرين كارد: إثبات بأني لن أكون عبئًا ماليًّا على الدولة
وقلتَ: لا استمارة تقديم تكفي لكل الحياة، لأن أيامنا تسيل نبيذًا تسيل.
وقلتَ: تخيّلي، سيكون الشفق ملء الورق!
وقلتَ: لا استمارة تقديم تكفي لكل الحياة، لأن أيامنا تسيل نبيذًا تسيل.
وقلتَ: تخيّلي، سيكون الشفق ملء الورق!
حينما نطقت أخيرًا على المائدة، تحدثت بجنون، بهستيريا، عابثًا بالمقبّلات بأصابع مرتجفة، وملتهمًا بنهمٍ طبقًا كاملًا من الكرز، شعرت وكأنني إحدى شخصيات إدغار آلن بو الشريرة؛ أختبئ في قصر فاخرٍ بينما يحترق شعبي، ظللت أرددُ ذلك مرارًا. وخلال ذلك الغداء الطويل، تسوّلتُ سيجارتين ودخنتهما بعد أحد عشر عامًا لم أمسك فيها بسيجارة واحدة!
وإن استخدم الساسة الفسدة كرة القدم لإلهاء الشعوب، فذلك لأنها تقدّم بالفعل مردودًا عاطفيًّا أصيلًا، يمكن استثماره في فهم العالم والوجود، ويمكن بالتالي استثمارهُ في الخداع. ثُمّ وبكل الممكن من اللاعقلانية أعود لأتساءل: ما الذي لن يستغله الساسة أصلًا؟
يمكن للترجمة -بل يجب- أن تكون أعمق أشكال القراءة وأكثرها دقّة، بل تفوق حتى دقة القراءة المصاحبة لتأليف النص الأصلي، فعلى المترجم أن يُبقي القارئ المستهدف في ذهنه ونصب عينيه. ونظرًا لهذه المسؤولية، لا يمكن للمترجم -بل لا ينبغي له- أن يعود للنص الأصلي بعد اكتمال الترجمة، لأن مهمة القارئ تبدأ هنا، وبالنسبة لقارئ الترجمة، يجب على العمل الأصلي أن يفنى.
إلا أنني وإياه لم نجتمع سوى في مسائل فسيولوجية بحتة. وفيما عدا “كرك الضيافة الأمني” الشهير، فلا يمثّل الكرك مسألة تعدو كونه مجرد مشروب آخر.
طوال عمله، عمد لاكان على طرح تنويعات على فكرة هايدجر عن اللغة بوصفها بيت الوجود، ليست اللغة أداة من صنع الإنسان، بل الإنسان هو من “يسكن” داخل اللغة؛ “يجب أن يعرّف التحليل النفسي كما يلي: علمُ اللغةِ التي يسكنها الموضوع[3]“. جاءت إضافة لاكان المرتابة بمثابة تدخّلٍ فرويدي على هايدغر، حيث يرى لاكان أن هذا المسكن في الواقع مُعتقل تعذيب؛ “من منظور فرويديّ، الإنسانُ مُعتَقلٌ في لغةٍ تُعذّبهُ”.
لولا أن يسري اختار أن يظهر أبو عمّار وهو يدفع أحمد ياسين على الكرسي المتحرك، ليُسكن الأولُ الرصاصة المؤجلة منذ عقود في قلب شارون
أنا الرجل المليء بالعيوب، ولكنني أنا ايضًا من يعترف بها جميعًا، فكيف أُعاب؟ ولماذا لا يحق لي أن أشير إلى عيوبكم أيها الناس؟
حتى أن سارتر نفسه وصل إلى حدّ دعم الهجمات الإنتحارية. حيث يقول: “لقد دعمت دائمًا الإرهاب المكافح المضاد للإرهاب الراسخ، ولطالما عرّفت الإرهاب الرّاسخ بأنه الاحتلال، والاستيلاء على الأراضي، والاعتقال التعسّفي، وما إلى ذلك”.
أمّا أنا، بعد التمريرة الخيالية التي قدمها ميسي لزميله (ألفاريز)، نظرتُ -بكل ما لا أملك من سيطرة على انفعالاتي- في عيون صديقي عاجزًا عن النطق بأي شيء. كان الصمت هو التعبير الأصدق عن الفخر والدهشة. الصمتُ الذي يسمو بميسي بعيدًا عن عجز الوصف، هو الصمتُ نفسه الذي يُنعم به ميسي على محبّيه ليغنيهم بهِ عن محاولة إثبات ما هو مثبتٌ.